اخبار اسيوط 23 يوليو 2012
بقلم - حنان عمار
بقلم - حنان عمار
شهر رمضان ،ومناهل الخيرات ، فلا نجعله كشهور مضت أدركناها وقصرنا فيها، ومن يدري، فربما لا يبلغ المرء رمضان آخر، فإذا نحن استثمرنا رمضان هذا العام نكون قد حولنا أعمالنا وأقوالنا من إلْف العادة إلى روح العبادة، فلا نجعل صيامنا جوعاً وعطشاً، ولا قيامنا سهراً ونصباً.
إن رمضان ضيف عزيز سيحل بعد أيام بدارنا، نِعْم الضيف هو، فهو زائر كريم سيطرق بابنا بعد غياب طويل، وشوق عظيم، قلوبنا تهفو إليه، ينتظره العصاة ليتوبوا، والمتعبدون الطائعون ليضيفوا إلى رصيدهم، فيه الصيام، والقيام، والأعمال الصالحات، وصفاء النفس، وانشراح الصدر، والعتق من النيران وفيه القبول والرضوان، وإدخال الفرحة على اليتامى والأرامل والمحتاجين ، فقد يضيع الوقت وأنت تقلب بـالريموت كنترول" بصرك في تفاهات، فأوقات السهر معدودة، وفي كل دقيقة بركة وأجر إذا كانت في طاعة وعبادة.
إهدار الوقت في أحاديث لا فائدة من ورائها ولا جدوى. وليالي رمضان نيِّرة جميلة، تأتي بعد صيام النهار والانقطاع عن الأكل والشرب والشهوة، فاجعله ليل العابدين لا ليل العابثين، اغتنم هدوء الليل ، واعلم أنه كما أن على العبد عبادة في النهار فإن عليه عبادة ليله أيضاً. قال تعالى :( و مٌنّ اللَّيًلٌ فّتّهّجَّدً بٌهٌ نّافٌلّةْ لَّكّ عّسّى أّن يّبًعّثّكّ رّبَكّ مّقّامْا مَحًمٍودْا (الإسراء:79)، فعليك بسلاح الإيمان وسلاح الصبر على الطاعة لتقاوم هفوتك ؛ كن وقوراً حكيماً عالي الهمة، وأقبل على ربك ، واطلب معالي الأمور، وترفع عن سفاسفها، وحدد لك أهدافاً سامية، وارتق بهمتك إلى العُلا كما يصنع الصقر. وليدرك العبد أنه أيام ، كلما ذهب يوم ذهب بعضه ، - كما قال أبو الدرداء -
هكذا تمر أيامنا سراعاً دون أن ندري ، ونحن كسالى، ويقلب الله تعالى علينا الليل والنهار، وتمر الدقائق واللحظات دون ندم منا ولا عمل ولا وصل ولا أمل ، كأني بك - أيها الإنسان - ستعيش ما عاش نوح ، أو تعمر ما عمر هود، أو كأني بك قد طاب لك المقام، وأفنيت العمر بالخسران، فارفع همتك مع بداية رمضان، وابحث عن معروف يقربك، وتوبة تجبرك وتطهرك، هلمَّ إلى عفو وإحسان من الملك الديان، بكثرة الاستغفار والتسبيح والذكر والتهليل ، والصيام والقيام، والركوع والسجود، وتلاوة القرآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تنبية هام:تشكر “أسيوط دوت كوم” تفاعل جمهورها الكريم مع خدمة التعليقات، وترجوهم عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان والمقدسات، أو يحمل تجريحًا أو سبًا يخدش الحياء والذوق العام للأشخاص والمؤسسات.. وستضطر الإدارة آسفةً لحذف أي تعليق يخالف هذه الضوابط.وإدارة الموقع غير مسئولة عن التعليقات المنشورة،فهى تخص كاتبها.
"ما يلفظ من قول الإ لديه رقيب عتيد"