الأحد، 23 يناير 2011

إنفراد: القصة الحقيقية وراء محاولة شاب الإنتحار فى نيل أسيوط

23 يناير 2011 

أسيوط دوت كوم- محمود الجندى

قامت الدنيا ولم تقعد بالأمس، فور إنتشار خبر محاولة شاب الإنتحار فى نهر النيل أمام مديرية أمن أسيوط، وراح البعض يتحدث عن حالة الضيق التى أصابت المواطنين بسبب الظروف المعيشية المترديه..

لكن لكل حدث وجهان الأول حقيقي والأخر أكثر زوراً،هذا ما كشفته الواقعة التى كان بطلها أبو العلمين رشاد كامل (30 سنة) من مركز صدفا بمحافظة أسيوط،


 حيث راحت وسائل الإعلام تتحدث عن محاولة الإنتحار وكانها كانت حقيقية ،وصورته على انه بطل شعبي، إرتضي الموت على ان يعيش ذليلاً، ما حدث غير ذلك تماماً ، وهاهى التفاصيل كما عرفناها من شهود العيان ، وسنذكرها كما هي فى السطور القادمة..

فما فعله ابو العلمين يصلح كمادة درامية مؤثرة تعرض على شاشات التلفزيون المصري، لكنه بالطبع لن يؤتي ثماراً يسعي البطل لجنيها،الشاب المقدم على الإنتحار نزل إلى شاطىء النيل وتحديداً أمام مبني مديرية الأمن، وكأنه يريد أن يراه رجال الشرطة فيرتابوا فى أمره ومن ثم يتم التحفظ عليه قبل أن يكمل سيناريو الإنتحار الوهمي،وهو ما كان يسعي إليه..لكن ذلك لم يحدث.

فقد نزل الى الشاطيء وقام بغمس قدمية فى مياه النيل وخرج ليستلقي على الشاطىء ويطلب النجدة من الماره على الكورنيش، وهو ما تصادف أثناء مرور أحد الأشخاص والذى سمعه يستغيث، فنزل إلي أبو العلمين والذى قال له أنه كان يسعي للإنتحار لكن الله كتب له عمراً جديداً، فقام المواطن الشهم بالإتصال بمرفق الأسعاف والذى قام بدوره بإبلاغ الشرطة، ليبدأ أبو العلمين فى تقلد دور البطل المنتحر، وتم نقلة لمستشفى أسيوط العام للإطمئنان على حالتة الصحية.

فى تلك الأثناء كانت قيادات أسيوط تتابع لحظة بلحظة حالة أبو العلمين فى حين تولى النقيب حسام بك عزت من مباحث قسم ثاني أسيوط مهمة متابعة حالة أبو العلمين، فقد كان على رأس القوة التى وصلت إلى موقع إنتحار أبو العلمين، وقام بإصطحابة فى سيارة الإسعاف وصولاً إلى المستشفي وظل معه حتى تم توصيله إلى منزله فى نهاية اليوم..

فقد كان مكلفاً بمهمة إنسانية فى المقام الأول وشرطية فى المقام الثاني، وبمتابعة لحظيه من اللواء أحمد جمال الدين مدير الأمن، واللواء إبراهيم صابر مدير المباحث والعميد متولى عبده رئيس مباحث المديرية..

وتبين ان أبو العلمين يعاني من إعاقة فى قدميه، وانه وقبل شهرين تحديداً كان دائم التردد على مقر مديرية الامن للحصول على مساعدة لإقامة كشك للحلويات، وهو ما حدث بالفعل حيث أصدر مدير الأمن تعليماتة لرئيس شرطة المرافق بسرعة إقامة كشك لأبو العلمين لإعانتة على ظروف الحياة، وتم ذلك فى المنطقة المحيطة بكلية البنات، لكن أبو العلمين يبدوا انه وجد ان ربح الكشك غير كافي بالنسبة له فقرر إختراع فكرة جديدة للحصول على كشك فى منطقة تجارية مهمة داخل أسيوط، ولم يجد سوي موضة الإنتحار للوصول إلى غايتة.

من يستحق الشكر فى ما حدث هو جهاز الشرطة والذى ضرب مثالاُ يحتذى به فى خدمة المواطن، ومعاملتة بالشكل اللائق، وإختياره لضابط مثالي غير بتصرفاتة الطبيعية وما حكي عنه بعد الحادث، كثيراً من صورة قاتمه لضباط الشرطة فى ذهن المواطن البسيط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبية هام:تشكر “أسيوط دوت كوم” تفاعل جمهورها الكريم مع خدمة التعليقات، وترجوهم عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان والمقدسات، أو يحمل تجريحًا أو سبًا يخدش الحياء والذوق العام للأشخاص والمؤسسات.. وستضطر الإدارة آسفةً لحذف أي تعليق يخالف هذه الضوابط.وإدارة الموقع غير مسئولة عن التعليقات المنشورة،فهى تخص كاتبها.

"ما يلفظ من قول الإ لديه رقيب عتيد"