الخميس، 29 مارس 2012

اتفقوا يرحمكم الله

اخبار اسيوط 29 مارس 2012

أسيوط دوت كوم- حنان عمار


حكت لى امرأة عجوز ، قصة عن التوفيق لم أنساها إلى يومنا هذا ؛ كانت تلك المرأة جاره لنا ، تزوج أبناؤها وتعيش بمفردها ، فقد كنا نحن الأطفال نذهب إليها تطوعاً لقضاء احتياجاتها من الخارج ، وكان هذا حباً فيها  ، وتوفيق من الله لم يحالف الكثيرات منهن على نفس ظروفها ؛


فكانت المرأة الصالحة تكافئنا بأن تحكى لنا قصة مليئة بالحكم وتجارب مرت على أناس أخرين ، تبعث فى النفس الحائرة الراحة والطمـأنينة ؛ فقالت : كان فيه رجل فقيراً  لا يجد طعامه هو وزوجته ، لم ينجب اطفالاً ؛ وفى ذات ليلة بينما الرجل يجلس حزيناً مهموماً ،

دخلت عليهما الدنيا وهى تمسك بيدها ثلاثة أشياء ، قائلة له : سأعطيك ثلاثة المال والولد والوفاق ، ثم سأعود إليك بعد خمسة عشرة عاماً ، كى أرى كيف حالكما ؛ تواصل المرأة العجوز قصتها قائلة : تبدل حال الرجل من الضيق الى الرخاء ، فأصبح أغنى رجل اشترى طحونه وارأضى ورزقه الله من الأولاد بسبعةً ، يعيش مع زوجته فى سعادة ،

ومرت الخمسة عشرة عاماً ؛ وفى ذات ليلة دخلت عليهما الدنيا قائلة : كيف كان حالكم طيلة الخمسة عشرة عاما ً ؟ فقالوا : الحمد لله ربنا أنعم علينا بالمال والولد والتوفيق ؛ فقالت لهما الدنيا : ولكن اليوم جئت لأخذ منكما شيئين وأترك لكما شيئاً واحدا ً ، وعليكما الأختيار حتى المساء القادم ، وخرجت الدنيا وظل الرجل وزوجته يفكرون فيما يختارون بين المال والاولاد والوفاق ؛

وجآءت الليله التاليه وقد دخلت عليهما الدنيا لكى تأخذ شيئين من ثلاثة بعد أن أخذ الزوجين قررهما فيما يختارون ، قال الرجل : لقد أخترنا الوفاق ، لأن المال والولد بدونه شقاء لا يحتمل ، لذلك لخترنا التوفيق ، فقالت لهما الدنيا وهى مسرورة لقد فوزتما بكل شىء ، وتركت لهما المال والولد والوفاق ؛

قد يسأل القارىء ما الأستفادة من هذه القصة ؟ أقولك  يا سيدى القارىء العزيز ، أنظر كيف  يتعامل أهل الفتاة مع الخاطب ، من تكبيلة بالشبكة والمهر والشقة وفرح خمس نجوم والجدل حول القائمة بالمنقولات الزوجية ، يتذكرون هذه النقاط المادية ، ويغفل عنهم أن السعادة الحقيقية فى الوفاق ؛ هل يجد الأب السعادة المال  واولأده عاقين له ؟ ، هل يشعر الموظف بالسعادة فى ظل العداء بين زملاؤه ؟

هل المشهد السيىء للقوى السياسية بمصر  ، وهم يتسارعون على السلطة بضرب بعضهما البعض دون وفاق وعمل على مصلحة الوطن لا مصلحة شخصية ؛ هل يعجبك هذا التناحر والانسحابات من اللجنة التاسيسة لوضع الدستور ، دستور الولاده القيصرية ) ما جعل المواطن فى حيرة فاقد الثقة فى الجميع نعم الوفاق نعمة من حظى وستمسك بها فهو الفائز بسعادة الدنيا والأخرة ،
                                                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبية هام:تشكر “أسيوط دوت كوم” تفاعل جمهورها الكريم مع خدمة التعليقات، وترجوهم عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان والمقدسات، أو يحمل تجريحًا أو سبًا يخدش الحياء والذوق العام للأشخاص والمؤسسات.. وستضطر الإدارة آسفةً لحذف أي تعليق يخالف هذه الضوابط.وإدارة الموقع غير مسئولة عن التعليقات المنشورة،فهى تخص كاتبها.

"ما يلفظ من قول الإ لديه رقيب عتيد"