اخبار اسيوط 26 يوليو 2011
أسيوط دوت كوم-خالد العسقلاني
ليست من قبيل الصدفه ان تكون احداث الثوره تمر ببطئ فى مراحلها الاولى بمحافظه اسيوط فاحداث الماضى كان العامل الرئيسى لبطئها ففى فجر ليله 25 فبراير عام 1986.
مدينه اسيوط هادئه لايعكر صفوها شى فى بدايه الليل وفجاءه ظهرت جحافل الامن المركزى بشرق الخزان بمدينه اسيوط وتحديدا بموقع التمركز بارض الموز - تزلزل المدينه بكل اركانها رغم صعوبه شطئيها.
الا ان اهالى اسيوط مثل كل المصريين ادهشتهم المفاجئه تزمر بوحدات الخدمات الامنيه من القوات فى حمايه المواقع الحيويه على خلفيه تسريبات تشير الى مد الخدمه عام اخر .. حاله استنفار امنى فوق العاده وصلت الى حاله انهيار اعصاب كل القيادات
كان قد سبق فجر اليوم فى المساء – اختراق ثلاث سيارات احدهم موديل 128 بيضاء حواجز الامن المركزى والقت بمنشورات على العساكر مفادها ان هناك قرار قد صدر بمد الخدمه عام اخر اجبارى زياده للمجندين وسياره اخرى لادا زرقاء قيل انها وزعت منشورات للعساكر القادمين من محطه السكه الحديد ومع مطلع الفجر التهبت مشاعر الجنود فخرجو كاسرين كل الحواجز فى اتجاهم الى المرور على الخزان الكبير شرق مدينه اسيوط كان قبل خروجهم بساعه خرج قوات الامن المركزى بالدراسه , وقوه سفليه تنصح محافظ اسيوط اللواء ذكى بدر انذاك بفتح الخزان وانفجرات الاحداث – واستمرات حتى صدر قرار بنزول القوات المسلحه الشارع وتولت حمايه المنشأت الحيويه وقوبلت بترحاب شديد واطلقت هتافات انذاك باسم المشير ابو غزاله .......
وصعد اللواء ذكى بدر لكرسى وزاره الداخليه مكافأه له على فكره فتح الخزان التى انقذت اسيوط من بدايه فوضى بين الامن المركزى وفرق الامن وحتى الان على الرغم من فتح تحقيقات كثيره قيل انها اجريت – لم يظهر نتيجه لها ولكن النظام السابق عاقب جغرافيا اسيوط بمزيد من التضييق و القمع الامنى وبسط يد امن الدوله فى مقدرات المحافظه وشعبها حتى اصبح لايمر على اسيوط يوم دون اعتقالات بالجمله على مدار عشرين عام حتى اصبح لكل بيت معتقل وتمكنت امن الدوله من تحويل عدد كبير من المواطنين مرشدين على بعضهم ابان حقبه التسعينيات ولم يستثنى احد من فئات الشعب الاسيوطى من اده قمع اجهزه الامن ولعل هذا من العوامل المؤثره بالسلب على تفاعل شعب اسيوط مع ثوره 25 يناير فى بدايتها
يالاضافه لاعتماد نظام مبارك متمثلا فى الحزب الوطنى على استراتيجيه الصراعات القبليه ومحاربه التيارات السياسيه حتى تحولات المحليات الى تقسيمه عائليه تسببت فى وجود حاله من الحرج الاجتماعى مؤديه لعدم تفاعل فئات عديده مع غضب الثوره بالاضافه لوجود كميات من السلاح يصعب تقديرها مقرونه بصراعات قبليه جعلت هناك محازير من التفاعل الا ان بعد شهور من الثوره ارتفعت حاله الوعى السياسى حسب ما رصده متابعين لدى الجماهير بعد ان شهدات العديد من الوقفات الاحتجاجيه مما اثار تفاعل المواطنين مع الدعوات القوميه للتظاهر وارسال رساله ان ثوره يناير ليست ازمه يديرها حكومه شرف وروسائه ؟|| البدايه
14 شاب دخل فى مناورات بمواقع مختلفه مع اجهزه الامن يوم 25 يناير حتى تمكن من عمل وقفه احتجاجيه بمساكن الوليديه شرق اسيوط بعد ان حددت قيادات الامن مده معينه للوقفه التى تابعها مراسلى الصحف والفضائيات مطاردات امنيه يوم 26 يناير وصدور تعليمات بالضرب للمتظاهرين ومحاصرتهم امام عماره ساويرس غرب مدينه اسيوط ضرب بالعصى المكهربه وحجز المتظاهرين من السيدات والفتيات و ضربهم وصرخاتهم تتعالى .. والشباب بسيارات الامن المركزى مع انتشار امناء الشرطه التابعين لمباحث امن الدوله حتى اشتبهو فى فتاه تدعى ( سما ) كانت تجرى اتصال تليفونى مع احدى زميلاتها المشاركه فى المظاهره حتى تستعلم عنهم وما حدث بهم وقام بتقييدها وسحلها بالشارع رغم جسدها النحيف وصرخاتها التى جلجلت الشارع من حولها فى ظل انبعاث شراره خوف لدى قوات الامن منها ومن قوتها رغم ان عمرها لا يتعدى 15 عام وتناقلت وسائل الاعلام الحدث وصرخات الفتيات والسيدات ( يا اهلينا شوف العدلى بيضرب بناتكم كيف ) ( يا اهالينا احنا خرجنا عشان حريتنا عشان محاربه الفسده ).
وبعد ساعات تم اخلاء سبيل السيدات والفتيات وحجز اكثر من 35 شاب باحد السجون الاحتياطيه بمدينه اسيوط الجديده لمده يومين استمرا رهن الاعتقال والتحقيق من قبل النيابه حتى انتهت التحقيقات وتم حجب اقرار الافراج القضائى لمده يوم بناء على تعليمات امنيه حتى تمكن الالاف من المتظاهرين بالاعتصام بميدان ام البطل للضغط والافراج على المقبوض عليهم وتناقلت وسائل الاعلام الحدث وكان في المساء بيوت مدينه اسيوط تتحدث عن الواقعه وقفه الفتيات واعتقالهم وفى يوم 27 يناير خرج ممرضات وموظفى الجامعه فى مظاهرات تطالب بتثبيتهم وتمكن من الخروج للشارع وانضم لمجموعه من المتظاهرين من شباب الاحزاب السياسيه بعد ان تمكن من التحرك من امام الحزب الناصرى لشارع يسرى راغب ويوم 28 كان ميدان التحرير وصل الى المليونيه مع اقرار خطه جديده لخريطه التظاهرات باسيوط حيث خرج مظاهرات لاكثر من مكان عجز الامن عن مواجهتها.
مما استدعا قيامه باطلاق الاعيره الناريه بشوارع اسيوط مع ضرب القنابل المسيله للدموع على مجموعه من المحامين الذين خرج خارج النقابه بشارع الجمهوريه للتظاهر بحضور عبد الرحمن الشحات امين عام النقابه ورموز المحاماه من التيارات السياسيه والدينيه وقامت قوات الامن بحصارهم بالاضافه لخروج مجموعه اخرى مقابله لهم من الشباب يسقط يسقط حسنى مبارك اما اطفال مركز الغنايم بعد خروجهم من المدرسه قام بعمل مظاهرات تجوب الحوارى يسقط النظام يسقط حسنى مبارك ودخل فى صراع مع افراد الامن الذين قام بمطاردتهم بحوارى وازوقه القريه حتى تم استدعاء اولياء الامور وتوقيع اقرار بحجز ابنائهم بالمنازل وعدم الخروج مرى اخرى الا انهم خرج هم وابنائهم باعداد كبيره فى اليوم الثانى وتمكن التيارات السياسيه القوميه والدينيه من التحرك من اكثر من مكان بمدينه اسيوط الى نقطه التقابل بشارع الجمهوريه والاعتصام بميدان ام البطل وفشلت الوقفه التى دعا اليها قيادات الحزب الوطنى ورجال اعمال وقيادات بجمعيه رجال الاعمال التى اجبرت عمالها وموظفيها على المشاركه فى مظاهره لتاييد مبارك استمرات لاكثر من نصف ساعه تناول فيها المياه المثلجه وبعض الاطعمه
واستمرات المظاهرات تخرج باعداد غفيره فى الايام الاخيره بعد ان روعت مناظر الشهداء قلوب ابناء اسيوط ودخل فى صراعات مع الامن الذى بداء فى الانهيار وتحولات مدن اسيوط الى مظاهرات عارمه حتى يوم 11 يوم خلع مبارك وصل العدد الى اكثر من نصف مليون خرجو من القرى والاحياء الشعبيه الى ان اعلنت فرحه خلع مبارك ارجاء المحافظه وكادت كاميرا الجزيرة التى جاءت بتصريح تصوير سودانى بعد ان اغلق مكتب القاهره وكادت ان تدمر الكاميرا من تدفق المواطنين وفرحتهم
ممدوح مكرم الناشط السياسى بالحركه الشعبيه الديمقراطيه فسر عدم خروج ابناء الصعيد فى البدايه الى قله اعداد الشباب الذين خرجو فى بدايه الثوره ومشاهداتهم لحاله القمع التى تعرض لها الشباب سواء قبل 25 يناير وبعد 25 يناير فى ظل تعرضهم لحاله تضييق اقتصادى ومعيشى على مدار الثلاث عقود من عهد مبارك ويرجع ذلك لحاله اسيوط الفريده من نوعها حيث انها محافظه قمعيه بامتياز بسبب احداث الامن المركزى بحقبه الثمانيات واحداث الارهاب بحقبه التسعينيات وتامر نظام مبارك فى اخماد الدور السياسى للقوى الحزبيه والدينيه بالمحافظه
وبعد ان تمكن اصحاب المطالب الفئويه من الخروج احس ان اله القمع اصبحت هشه وان من حقهم التعبير عن ثورتهم والحفاظ عليها فى ظل وجود شهداء استشهدو من اجلهم
اما الناشط السياسى كريم حسن عضو الاتحاد المصرى الليبرالى فقد اشار الى ان الحزب الوطنى تمكن خلال العقود الاخير ة من تحويل عائلات اسيوط الى عائلات ذات مصالح اقتصاديه وسياسيه مع ضغط اله القمع الامنيه وكان المواطن اما ان ينتبه الى لقمه العيش التى ذاقت المراره لابناء الصعيد على يد نظام مبارك واما ان يخرج ويخسر مصادر رزقه الذى برر لهم رموز الحزب الوطنى ان النظام حمايه لهم ولتجارتهم وبعد انهيار اله القمع تنفس ابناء الصعيد حريتهم فى المطالب التى وصفا الاعلام بالفئويه رغم انها مطالب مشروعه لشعب يريد الحياه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تنبية هام:تشكر “أسيوط دوت كوم” تفاعل جمهورها الكريم مع خدمة التعليقات، وترجوهم عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان والمقدسات، أو يحمل تجريحًا أو سبًا يخدش الحياء والذوق العام للأشخاص والمؤسسات.. وستضطر الإدارة آسفةً لحذف أي تعليق يخالف هذه الضوابط.وإدارة الموقع غير مسئولة عن التعليقات المنشورة،فهى تخص كاتبها.
"ما يلفظ من قول الإ لديه رقيب عتيد"